وقعت جميع حكومات العالم في عام 2015 على أهداف التنمية المستدامة، والتي تتألف من 17 هدفًا و169 هدفًا يجب تحقيقها بحلول عام 2030. وبناءً على الاتجاهات الحالية، يبدو أنه سيستغرق أكثر من 63 عامًا لتحقيق كل هذه الأهداف. وبينما نقترب من منتصف الفترة نحو عام 2030، يأتي الوقت المناسب للتفكير في كيفية استخدام الموارد بكفاءة أكبر. إذا كان من الصعب تحقيق جميع الأهداف، هل يمكننا تحقيق تحسينات باستثمار مواردنا بشكل أفضل؟
الأهداف تمتد من عام 2016 إلى عام 2030، مما يعني أننا في عام 2023 نصل إلى منتصف هذه الفترة، لكننا لا نزال بعيدين عن الوصول إلى منتصف الطريق. نحن نواجه صعوبة في تحقيق معظم التعهدات التي تم التوقيع عليها. ولهذا السبب، بدأنا مشروع “المنتصف”، حيث قمنا ببناء هذا المشروع استمرارًا لمشروعنا السابق الذي أطلقناه ببداية أهداف التنمية المستدامة. لقد قمنا باستقصاء أكثر من 100 سياسة محتملة للعثور على أفضل الحلول. والآن، ونحن في منتصف الفترة ولكن لا نزال بعيدين عن الوصول إلى منتصف الطريق، يجب أن نركز أولاً على تنفيذ أفضل السياسات.
أولاً، يجب علينا تحديد الأهداف التي تحمل أهمية أكبر. بالنسبة لمعظم الناس، الحد من الجوع وتحسين التعليم يأتيان في المقدمة مقارنةً بزيادة عمليات إعادة التدوير وتعزيز الوعي العالمي بأساليب الحياة المتوافقة مع البيئة، وهما من بين 169 هدفًا.
ثانيًا، يجب أن ندرك أن بعض التحديات يمكن معالجتها من خلال سياسات بسيطة ورخيصة، بينما تحتاج بعضها الآخر إلى جهود أكبر وتكاليف أعلى. على الرغم من أن التعهد بتحقيق السلام ووقف العنف والجريمة والفساد أمر يستحق الإشادة، إلا أن تحقيقه يعتبر صعبًا وربما غير ممكن، ويفتقر إلى معرفة واضحة حول كيفية التوصل إلى ذلك.
على الجانب المقابل، نمتلك خبرة في كيفية معالجة العديد من المشاكل الشائعة بكفاءة وبتكلفة منخفضة. فمثلاً، يمكن علاج السل بشكل كامل وهذا العلاج متاح منذ أكثر من خمسين عامًا، لكنه لا يزال يؤدي إلى وفاة أكثر من 1.5 مليون شخص سنويًا بصمت. وفي حين أن تسعة من كل عشرة أطفال في البلدان الغنية يستطيعون القراءة و الكتابة، لا يستطيع ذلك سوى واحد من كل عشرة أطفال في أفقر بلدان العالم. وكل عام، يفارق أكثر من مليوني طفل و300,000 امرأة الحياة أثناء الولادة. وجميع هذه المشاكل لها حلاً فعالً وبتكلفة منخفضة. ولذلك ينبغي أن نركز عليها بشكل كامل، ولكن هذا لا يحدث في الواقع.
