مقالات

محمية «عميق» تحافظ على طبيعتها رغم تغير المناخ

محمية عميق الطبيعية في سهول عميق في منطقة البقاع شرق لبنان، تحتفظ برطوبتها على الرغم من تحدّيات جفاف المناخ والتغيرات المناخية المستمرة. وفقًا لوكالة “رويترز” للأنباء.

تظل محمية “عميق” موطنًا للتنوع البيئي والحيواني في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمنعها ظروفها الطبيعية من المشاركة في الصراعات الطبيعية الأخرى التي تشهدها المنطقة نتيجة التغيرات المناخية. ومنذ تزايد الارتفاعات في درجات الحرارة ونقص الهطول المطري في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، أصبح التأثير على البيئة واضحًا بشكل ملحوظ.

تأثرت مناطق البقاع وسوريا المجاورة بشدة بالحرارة المرتفعة ونقص الأمطار، مما أدى إلى نشوب حرائق في الغابات وتدهور إنتاج المحاصيل.

“عميق” هي واحدة من أكبر المستنقعات الرطبة في لبنان، وتحمل تاريخًا طويلًا من المحافظة على التنوع البيئي. تحمي هذه المحمية ما تبقى من مستنقعات وبحيرات الوادي، وقد تم تصنيفها من قبل جمعية الطيور العالمية كمنطقة نادرة للطيور في الشرق الأوسط منذ عام 1994. كما أُعلِنت محمية “عميق” ومحمية “أرز الشوف” من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) كـ “محمية محيط حيوي”.

عبد الله حنا، مهندس زراعي ومسؤول عن أراضي المستنقع في “عميق”، يشير إلى أهمية تأسيس السدود للحفاظ على تخزين المياه لفترة أطول خلال فصل الصيف. يقول حنا إن مشروع السد بدأ في عام 2014 وانتهى في عام 2016، وقد تمكنوا من الحفاظ على ملايين المترات المكعبة من المياه التي ساهمت في الحفاظ على الأجواء الرطبة في هذا المكان حتى في ظل الظروف القاسية لهذا العام، الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة والجفاف في مختلف أنحاء العالم. يشدد حنا على أهمية توجيه الجهود نحو الحفاظ على المياه وتحسين إدارتها، مما يسهم في الحفاظ على المنطقة رطبة ومزدهرة.

تعتبر محمية “عميق” بيئة خصبة للعديد من أنواع الطيور، حيث تحتوي على أكثر من 260 نوعًا منها. وتُجري هنا دوريات للمراقبة للتأكد من عدم تعرض المحمية لأي أنشطة ضارة أو صيد غير مشروع.

هذه المحمية تتسم بتنوعها البيئي، حيث تضم جبالًا وينابيع مائية وأنهارًا، وهي موطن للعديد من النباتات وأنواع الأشجار والثدييات والبرمائيات والزواحف.

وفي هذا السياق، تُظهر ميريام سكاف، واحدة من مالكي الأراضي، التزامها بحماية هذا الإرث البيئي الثمين. تعبر سكاف عن أهمية دورها ودور عائلتها في الحفاظ على هذه المحمية رغم التحديات الاقتصادية وعدم اهتمام الدولة. تؤكد أن هذه المحمية أصبحت موئلاً للعديد من الكائنات الحية، وتجسد لها الأرض والسماء والمياه كنوزًا ثمينة تستحق الحماية.

إن الجهود المستمرة لحماية محمية “عميق” تعكس أهمية الاستدامة البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي في منطقة معرضة لتحديات التغير المناخي.

المصدر
وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى